ورشة عمل – ماهيَّة السلوكيات السلبية العدائية في العمل و طُرق مُعالجتها
عقد مركز دراسات المراة ورشة عمل الكترونية من قبل وحدة ضمان الجودة وتقيم الاداء المعنونة ” ماهيَّة السلوكيات السلبية العدائية في العمل و طُرق مُعالجتها ” على منصة Google Meet في يوم السبت الموافق 24/12/ 2022. و حاضر في الورشة كلاً من م.د. ريم خميس مهدي م. وحدة ضمان الجودة و تقويم الأداء في مركز دراسات المرأة / جامعة بغداد بمداخلتها الموسومة بـ ” ماهيَّة السلوك السلبي العدائي في بيئة العمل : المفهوم ، الأسباب ، و التشخيص ” ، و كذلك مداخلة أ.م.د. سنان سعيد جاسم من كلية التربية للبنات / جامعة البصرة و الموسومة بـ ” المُعالجات و الحلول التجنبية للتخفيف من حدّة العدائية في العمل – آليات نفسية و اجتماعية “. و تطرقت الدكتورة في مداخلتها حول مفهوم السلوك السلبي العدائي بكونه نمط من أنماط المشاعر السلبية المعبر عنها بصورة غير مباشرة بدلاً من طرق التعبير الواضحة و الصريحة . و تكمن خطورة هذا النوع من السلوك في العمل بكونه مُدمراً و يُسمم بيئة العمل ؛ و يسبب بحالة من الشعور بالسلبية الذي ينتقل من موظف لآخر . كما يؤدي تواجد هذه العينة من الموظفين الى تأخير انجاز الأعمال المناطة بالمؤسسة ، و ترك الثقل على موظف ايجابي واحد دون غيره . و يتسم صاحب هذا النمط بجُملة سلوكيات منها : التهكمية و السخرية و الانخراط بحديث النميمة و رفض المقترحات من دون سبب أو تعليق تنفيذها و خلق الأعذار هرباً من الانجاز. بالاضافة الى جُملة من الردود السلبية الباردة و الشكوى الدائمة و المُماطلة في انجاز المهام. أما عن أسبابه ؛ فتناولت الدكتورة ريم مجموعة مُسببات للسلوك السلبي العدائي ، أشهرها : طبيعة التنشئة الأولى للفرد و التي لم تدربه كيفية الافصاح عن شعوره أو معاناته ؛ كما تتسم طبيعة الظروف المحيطة في العمل و الحالة العقلية للفرد دوراً في ظهور هذا النمط من السلوكيات. و يسهم الاحباط Frustration بشكل كبير في ظهور هذا السلوك ؛ إذ يشعر الفرد بالعدوانية بعد شعوره بالاحباط الذي قد ينجم عن قلة التقدير في العمل أو انعدام منح الاستحقاق الذي يرغب به الموظف و الذي يناسب امكاناته في بيئة العمل. وتم توجيه حزمة أسئلة سريعة للحضور لمعرفة طبيعة الفرد صاحب هذا النمط من السلوك و هي : حاول ان تسأل نفسك الاسئلة الآتية : 1. هل تجد نفسك في الغالب صامت بمزاجك عندما تكون غير سعيد مع شخص آخر؟ 2. هل تتجنب زملاء العمل الذين تغضب منهم؟ 3. هل لديك ميول نرجسية؟ 4. هل تؤجل القيام بالأشياء كطريقة لمعاقبة الموظفين الآخرين؟ 5. هل تستخدم السخرية أحيانًا لتجنب الانخراط في محادثات هادفة؟ كما خلصت المداخلة الى ان التغيير غير المبرر في السلوكيات أو كثرة القاء اللوم على الآخرين من الزملاء و الشعور بالاحباط و المظلومية أو عدم تقبل النقد البنّاء من الزملاء تعد جميعها علامات غير ايجابية تُنذر المدير المسؤول أو الموظف الزميل ان ما سيحدث لاحقا هو بداية دخول زميلهم لمعترك السلوك السلبي العدائي تجاه المؤسسة برمّتها. و تناولت مداخلة دكتور سنان سعيد طبيعة علاج هذا النوع من السلوكيات من خلال الحوار البنّاء الهادف مع هذا الموظف و مُساعدته في التعبير عن طبيعة مشكلته. كما ذكر أيضاً بضرورة انصاف الموظفين و منحهم حقوقهم و استحقاقهم و لو بالكلمة ؛ إذ يُسهم هذا في تخفيف حدّة الضغط المهني عليهم . و ان محاولة تعنيف الموظف أو وضعه في مكان غير مناسب لامكاناته و قدراته و التقليل منها سيدفع الموظف لاتخاذ موقف سلبي من مؤسسته و الى انخفاض انتاجيته و الانسحاب من بيئة العمل. و أشار الدكتور سنان الى ان المدراء في المؤسسة يسهمون بشكل كبير بظهور نمط السلوكيات السلبية العدائية من خلال سوء الادارة و عدم الحكمة في اتخاذ القرار و سوء ادارة و معالجة المشكلات ، و مُحاباة موظفين دون غيرهم على أساس قربهم الشخصي منهم مما يولد حالة من الصراع و التنافر بينهم و بين بقية الموظفين الذين يرون إنهم مظلومين و لا ينالون ما يستحقون و هو شعور كفيل بخلق هذا النمط السلبي العدائي تجاه المؤسسة. و تخللت الورشة الكثير من المداخلات و الاستفسارات من قبل السادة الحضور من الأكاديميين و الموظفين . و خلصت الورشة الى جُملة توصيات منها : 1. ضرورة معالجة المشكلات المتعلقة ببيئة العمل لأنها تخلق حالة من الشعور بالسلبية و الاحباط لاسيما مسائل المظلومية و قلة التقدير ومحاولة خلق البيئة المناسبة في العمل . 2. محاولة احتواء الأزمات المتعلقة بالعمل بطرق ودية و دبلوماسية و بمهنية عالية بعيداً عن التحيز. 3. تحسين بيئة العمل على المستوى الفيزيقي ، و المحاولة الجادة لاستثمار الامكانات و القدرات من خلال تشخيصها و احصاءها و وضع الشخص المناسب في المكان المناسب بهدف تحقيق أقصى استفادة من هذه الطاقات على مستوى المؤسسة. 4. تدريب الموظفين على تطوير امكاناتهم الوظيفية و الفنية. 5. توسعة الدورات التدريبية لتشمل القيادات الجامعية و الادارية لتشمل التدريب على فن ادارة الأزمات و امكانية حل المشكلات. 6. اقتراح برنامج حكومي يُعالج مسألة التعنيف الوظيفي و مسألة عدم اعطاء الموظف استحقاقه من التقدير ، إذ يُسهم هذا في خلق حالة من الاحباط و الرفض تنتهي بحالة من السلوكيات السلبية العدائية و تبعاتها المتمثلة بعرقلة الانتاجية في المؤسسة. 7. اقتراح اقامة مؤتمر وطني علمي يتضمن طرح المشكلات المهنية و ايجاد الحلول الجذرية لها لاسيّما مع تفاقم الظواهر السلبية في بيئة العمل. و اختتمت الورشة الالكترونية بتقديم الشكر للسادة المحاضرين و الحضور . تمت إدارة الجلسة و المنصة من قبل الدكتورة ريم خميس مهدي.