عقد مركز دراسا ت المرأة محاضرة علمية بعنوان ” الميسوجينية و النظرة الدونية للنساء ” قدّمتها التدريسية د. ريم خميس مهدي باستعمال البوربوينت و جهاز العرض Data Show ، مناسبة انطلاق حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة ؛ في يوم الأحد الموافق 27/11/ 2022.
و يشير مصطلح الميسوجينية Misogyny الى كره النساء – و يرادفها مصطلح ميساندري Misandry و يشير الى كره الرجال – بكونه مصطلح يوناني قديم متكون من مقطعين ، إذ تشير كلمة Miso الى الكراهية و كلمة Gyne تشير الى النساء و يعاكس مصطلح الميسوجينية مصطلح فيلوجيني Philogyny و يشير الى عشق النساء و الولع بهنّ.
و تشبه الميسوجينية في مفهومها الى حد كبير مصطلح الجنسانية Sexism و التي تعد عملية تصنيف و تمييز يعتمد على الجنس أو النوع كأساس في تصنيف الأفراد و ليس على عامل الكفاءة أو العوامل الأخرى للتمييز بين الناس.
كما تشير الميسوجينية الى الظلم المجتمعي Societal Inequity و الى وجود فجوة كبيرة في النظر الى المرأة و الرجل و الى إمكانياتهما العقلية و البدنية ، فقد تحُرم النساء من الرعاية الطبية و من المهن الصعبة و الهامة و الممنوحة للرجال بسبب هذه النظرة .
و تتراوح الميسوجينية في أشكالها من العنف المنزلي و انتهاءاً بقتل الاناث Femicide. و يعد التحرش صنفاً من أصناف الميسوجينية كونه يتضمن اجبار و ارغام المرأة على تقبل مضايقات الرجل و يتضمن نوعاً من السيطرة على وجود المرأة في الشارع. و يعد العنف الهيكلي لـ ” غالتونك ” هو الأقوى و الأهم بينها.
و تعد أول اشارة غربية الى هذا المصطلح من قبل الكاتب الانجليزي جوزيف سويتنام في القرن السابع عشر الميلادي ، إذ نشر كتاب بعبارات بذئية مهينة و محازة جنسياً للرجال و لاقى قبولاً كبيراً بين الشباب آنذاك .
كما تطرقت المحاضرة الى مجاميع الفلاسفة و الى نظرتهم الدونية للنساء و التي بقيت لمدة طويلة يتردد صداها مجتمعياً .
كما تطرقت المحاضرة الى حادثة الماراثون ، إذ بدأ نجم الميسوجينية يهوى بمرور الوقت في العالم الغربي و تصاعدت حدته بحادثة كاثرين سويتزر Kathrine Switzer ، إمرأة الماراثون أو Marathon Lady في 1967 ، عندما شاركت كاثرين بمهرجان سنوي مخصص للرجال لمدة سبعين عاماً ، حيث لاقت عنفاً و محاولة اخراجها من المباراة. نالت كاثرين جائزة في نهاية الماراثون و حققت ما هو أهم منذ ذلك ؛ إذ فتحت مشاركتها الباب للنساء للمشاركة في السنوات اللاحقة و أتاحة الفرصة للنساء المتمرسات منهن للدخول في عالم الأولمبياد بمُسابقة الجري.
إن فكرة ترويج للمرأة من خلال الجسد فكرة مبتذلة قديمة الأزل ، جعل منها في مستوى إرضاء للرجل حصراً و حصرِها – كما يشير لذلك الكثير من المؤيدين للمرأة – في قالب الجنس و الرغبة ؛ دون الأخذ في الاعتبار الا فرق بين المرأة و الرجل في كونهما كائن حي يُسمى انسان .
في النهاية ؛ يعجّ كوكبنا بالنساء المناضلات ، أمثال كاثرين اللواتي أستطعنَ كسر المعتاد و تغيير مصائرهن ، و بإمكان أي امرأة في هذه الارض ان تغير ما تراه غير مقبول ان تتقبله و أوله تغيير فكرة التنازل عن حقوقها .