داء الذئبة Lupus و تداعياته لدى النساء

اقام مركز دراسات المراة دورة تدريبية الكترونية بعنوان ( داء الذئبة lupus وتداعياته لدى النساء ) بواقع يومين باستضاف  المحاضِرتين ” أ. شهباء مسلم اسماعيل ” و ” م.م. منار مصطفى ابراهيم ” من الجامعة التقنية الوسطى – المعهد الطبي التقني / المنصور ليومي الأحد و الاثنين الموافق لـ 17 و 18 تموز للعام 2022 بغرض القاء دورة تدريبية الكترونية عن داء الذئبة Lupus و أبرز تداعياته على النساء لاسيّما الحوامل و بحضور عدد من التدريسيين و الموظفين من داخل الجامعة و خارجها.  وقد تضمنت الدورة التدريبية في يومها الأول توضيح جوانب المرض و أعراضه و تشخيصه و تم القائها من قبل التدريسية ” م.م. منار مصطفى ابراهيم “.

و تناولت المحاضِرة تفاصيل المرض بكونه مرضاً مناعياً ذاتياً يصيب النساء أكثر من الرجال و في عمر الانجاب ( 15- 45 ) عاماً ، و يتأثر المرض بالعوامل الجينية و البيئية و الهرمونات و الضغوط النفسية و التأثر بأشعة الشمس . و يسبب الكثير من الأعراض المرضية الخطيرة كالشعور بالوهن ، التهاب و تيبس المفاصل ، تلف الأنسجة الداخلية للجسم بسبب الأجسام المضادة التي يطلقها الجهاز المناعي ضد أعضاء الجسم الداخلية ، الإصابة بالطفح الجلدي لاسيما الوجه و يظهر على شكل فراشة ، تورم الغدد ، و نزول الوزن . كما يتسبب بسقوط الشعر و قصر طوله و الاصابة بالحمى دون سبب. و قد يسبب المرض لاحقاً بإصابات خطيرة في الكلى و غشاء القلب أو الجهاز العصبي . و تختلف الأعراض من شخص لآخر. أما انتشار المرض فتعد منخفضة إذ يصيب 20-70 شخصاً من أصل 100 الف شخص معظمهم من النساء.
و فيما يتعلق بالتسمية ؛ فتعود أما لسبب اعتقاد الناس سابقا بأن المرض ناجم عن عضة الذئب ، أو قد تكون بسبب حدوث طفح جلدي بقعي مشابه للبقع الموجودة على وجه الذئب ، و تتعدد التفسيرات بهذا الشأن.
و يتسم المرض بتعدد أنواعه ؛ فهناك الحمامي و يعد أكثر الانواع ضرراً و أذى على الجسم ، و الجلدي و يصيب الأنسجة الجلدية و فروة الرأس ، و النوع الثالث و هو المحدث بالأدوية و ينتج عن تناول أدوية معينة كالأدوية الخافضة لضغط الدم . و هناك النوع الوليدي و ينتشر بين المواليد الجدد و يزول بعد مرور 3- 6 أشهر.
كما طرحت المحاضرة أهم الاختبارات المناسبة و الضرورية لتشخيص داء الذئبة.
و حول تأثير المرض على النساء في فترة الحمل ؛ فتعد السيطرة على أعراض المرض من أهم أولويات الطبيب المشرف على حالة حمل المرأة لأن المضاعفات المتعلقةب الحمل تتزايد عند النساء الحوامل المصابات بداء الذئبة مقارنةً بغيرهن من النساء غير المصابات. و من ضمن هذه المضاعفات :
– تسمم الحمل
– جلطات دموية
– تورم الساق
– كميات كبيرة من البروتين تطرح مع البول.
و قد يتطور الأمر ليصل الى حد حدوث ولادة مبكرة أو حدوث الاجهاض أحياناً.
الرعاية الطبية خلال فترة الحمل : و تتمثل بضرورة مراجعة الطبيب و تغيير العلاجات التي كانت تؤخذ قبل الحمل و لا يجوز قطع العلاج فجأة تجنباً لحدوث انتكاسة قوية للمصابة ، و قد يلجأ الطبيب المختص الى العملية القيصرية بدلاً من الولادة الطبيعية نتيجة احتمالية ارتفاع ضغط الدم عند الأم بسبب مضاعفات المرض.
و تناولت المحاضِرة ” أ. شهباء مسلم اسماعيل ” في اليوم الثاني للدورة التدريبية أهم العلاجات و الطب البديل المتبع في تخفيف أعراض داء الذئبة.
و من أهم العلاجات المتبعة : الأدوية الستيرويدية ، الأدوية غير الستيرويدية ، أدوية علاج الملاريا ، و أدوية مثبطة المناعة. و لكل دواء من هؤلاء فوائده و مضاره التي تصل الى الإصابة بالعمى و تلف الكبد و هشاشة العظام و زيادة الوزن و ارتفاع ضغط الدم و احتمالية الاصابة بالسرطان و غيرها.
و في حالة الطب البديل ، فهي لا تعد بديلاً عن العلاج الطبي و انما مخففة و مساعدة على تقليل أعراض المرض ، مثل زيت السمك الحاوي على أوميغا -3 ، أو اللجوء الى الوخز بالأبر لتخفيف آلام العضلات.
أهم النصائح الموجهة للأفراد للتخفيف من أعراض المرض أو للوقاية منه :
– التردد على الطبيب للكشف الدوري بانتظام .
– ممارسة الرياضة المنتظمة.
– اتباع نظام غذائي صحي.
– الامتناع عن التدخين.
– تقليل التعرض الى أشعة الشمس و ضرورة استعمال واقي الشمس بمستوى لا يقل عن 55 ( SPF ).
– و تناول مكملات فيتامين D.
و في النهاية ؛ من الضروري التأكيد على ان داء الذئبة هو داء جيني غير معدي و لا يسبب انتقال العدوى ، كما ان صاحبهُ يعاني من التعب و الوهن و الاكتئاب ، لذا من الضروري مراعاة الحالة البدنية و النفسية للشخص المصاب به و العمل على توعية الأفراد بخطورة هذا المرض و أهمية التشخيص المبكر لضمان الحصول على العلاج المناسب و بما يضمن السيطرة الطبية على المرض.

Comments are disabled.